ونظرا للدور الفعال التي تقوم به المرأة في تخليق الحياة العامة الى جانب الرجل من اجل الدفع بعجلة التنمية المستدامة ،فان الاهتمام بهذا الكائن البشري قد أصبح من أولى الأولويات لأي تنمية حقيقية ،وذلك من خلال الاهتمام بالجوانب الاجتماعية ،الاقتصادية ،النفسية والصحية . وعليه فقد اعتمد المغرب مجموعة من المخططات من اجل ذلك كان أهمها المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان، وذلك وفق شراكة وثيقة مع وزارة الصحة. ويندرج هذا المخطط في إطار المقرر 5822 المعتمد في ماي 2005 من طرف الجمعية العالمية للصحة، التي أوصت كافة الدول بتعزيز الأعمال لمحاربة السرطان، من خلال إعداد مخططات تتناسب والسياق الاجتماعي-الاقتصادي لبلدانها.
وبصفته ورشا وطنيا حقيقيا، سيكون للمخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان تأثير إيجابي على المنظومة الصحية برمتها عبر عمل تكميلي لمهنيي الصحة، والمرضى، وأقاربهم. إن المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان، وهو عنصر أساسي لسياسة عصرية للصحة العمومية، يحدد برنامجا إستراتيجيا للعشر سنوات المقبلة. وهو يعتمد رؤيا تتجلى في الوقاية ومراقبة السرطان من خلال مقاربة متعددة القطاعات تقترح أعمال ملموسة، مستدامة، تتكيف بانتظام حسب الأولويات وحسب السياقات الاجتماعية-الاقتصادية والثقافية للبلد. يستهدف هذا المخطط تقليص المَرَض والوفيات وتحسين جودة عيش المرضى وأقاربهم. وسيسمح باستعمال رشيد وفعال للموارد المتوفرة وتعبئة موارد أخرى، بغية الاستجابة لحاجيات المرضى بشكل أفضل.
ونظرا للمعاناة الكبيرة لساكنة إقليم مترامي الأطراف كإقليم ورزازات ،حيث يجب على نساء العالم القروي قطع مسافات طويلة للوصول الى المراكز الاستشفائية قصد المراقبة أو التشخيص المبكر لداء سرطان الثدي بورزازات ،او التوجه الى مراكش او مدن أخرى قصد العلاج، فقد آن الآوان لساكنة هذه المنطقة ان تتنفس الصعداء اليوم بعد ان تم احداث مركز للصحة الإنجابية لتشخيص سرطان الثدي وعنق الرحم بورزازات، بغلاف مالي إجمالي قدر بأكثر من 4 ملايين درهم بشراكة بين وزارة الصحة ومؤسسة لالة سلمى للوقاية وعلاج السرطان ،حيث قام السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم ورزازات السيد صالح بن يطو اليوم الجمعة 18 نونبر 2016 بزيارة تفقدية الى هذا المركز رفقة السيد رئيس المجلس الإقليمي سعيد افروخ والسيد رئيس المجلس البلدي عبد الرحمان الدريسي والسيد مندوب وزارة الصحة بورزازات خالد السالمي ورؤساء المصالح الخارجية وعدة شخصيات مدنية وعسكرية .
يضم المركز قاعة للاستقبال والتوجيه ،قاعة الاجتماعات و4 قاعات فحص ،قاعة للتصوير الاشعاعي للثدي وقاعة للكشف بالصدى وقاعة للتنظير المهبلي وقاعة للمراقبة (سريران ) وقاعة للتعقيم ،صيدلية وقاعة للتسيير الإداري وعدة مرافق صحية أخرى.
وسيسهر على ادارته طبيبان عامان لديهم تكوين في تشخيص سرطان الثدي وعنق الرحم ،ثلاث ممرضات ،تقني أشعة (كلما دعت الضرورة ) بالإضافة الى طبيب اخصائي في الفحص الاشعاعي (كلما دعت الضرورة ) وطبيبة اخصائية في امراض النساء والتوليد.
وقد أوضح السيد خالد السالمي مندوب وزارة الصحة في لقاء خاص ان المركز يستهدف الكشف عن سرطان الثدي لما مجموعه 33 الف و 524 مستفيدة ، وفيما يخص الكشف عن سرطان عنق الرحم ما مجموعه 43 الف و 102 مستفيدة خلال سنة 2017 على مستوى اقاليم ورزازات ،زاكورة وتنغير. كما أشار الى ان العمل بهذا المركز سيشرع في الحملة الوطنية للكشف المبكر لداء سرطان الثدي ،ابتداء من الأسبوع المقبل .
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء